2012/11/29

2012/09/14

قـيْد

ما لِهذا القيد مستحكم .. بغباء !؟
هل عزّ عليه انسيابي في الفضاء !؟
أم تُراه .. يجهل عشقي لِخوض الأجواء !؟
أيا قيدُ .. دعكَ منّي فإني ماضٍ لا هُراء
ماضٍ شئتَ أم أبيتَ لأرضٍ غرّاء
و ما بي وجلٌ لو أحَلقُ بقدمٍ بتراء !


توم و جيري !



.. و لعل أهم آليات هذه العلمنة البنيوية الكامنة الشاملة الكاسحة هو قطاع اللذة ككل ، و خصوصا الأفلام الأمريكية و البرامج التلفزيونية التي تصل إلى السواد الأعظم من البشر ، و تقوم بإعادة صياغة رؤيتهم لأنفسهم (عادة في إطار دارويني أو فرويدي أو 
برجماتي) بشكل بنيوي كامن غير واع ، و لكنه شامل . و لنضرب مثلا بالكرتون المسمى ((توم و جيري)) الذي يصوغ وجدان أطفالنا كل صباح ، حيث يقوم الفأر اللذيذ الماكر باستخدام كل الحيل (التي لا يمكن الحكم عليها أخلاقيا ، فهي لذيذة و ذكية و ناجحة) للقضاء على خصمه القط الغبي ثقيل الظل ، و لنلاحظ أن القيم المستخدمة هنا قيم نسبية نفسية وظيفية برجماتية، لا علاقة لها بالخير أو الشر ، قيم تشير إلى نفسها و حسب ، و لا تفرق بين الظاهر و الباطن . كما أن الصراع بين الإثنين لا ينتهي ، يبدأ ببداية الفيلم و لا ينتهي بنهايته ، فالعالم ، حسب رؤية هذا الكرتون الكامنة ، إن هو إلا غابة داروينية مليئة بالذئاب التي تلبس ثياب القط و الفأر : توم و جيري .

(العلمانية تحت المجهر ـ عبد الوهاب المسيري)